الجمعة، 21 نوفمبر 2014

بغداد العباسية ومصر الفاطمية: تبادل الادوار فى المذهب الشيعى

بسم الله الرحمن الرحيم
بغداد العباسية ومصر الفاطمية: تبادل الادوار فى المذهب الشيعى
 
ابدأ هذه المدونة اليوم الجمعة الحادى والعشرين من شهر نوفمبر 2014 من مدينة بغداد فى مهمة متعلقة بتقديم ورقة اعددتها بطلب من اللجنة الاسلامية للهلال الدولى، وهى المرة الاولى التى ازور فيها بغداد التى تقع على ضفاف نهر دجلة، وفى صبيحة هذا اليوم الجمعة بدأنا اليوم بزيارة لشارع المتنبى الذى هو معرض للمنتجات الثقافية العراقية وفى نهاية الشارع وقفنا على تمثال المتنبى وعليه بيت الشعر الاتى:
 
انا الذى نظر الاعمى الى أدبى       وأسمعت كلماتى من به صمم
 
ومررنا على شارع ابى نواس، وتناولنا العشاء على مطعم عائم على نهر دجلة بدعوة كريمة من الهلال الاحمر العراقى الذى استضاف الاجتماع، كان  ضمن العاملين فى الهلال الاحمر العراقى الاستاذ العلايلى من قرية "أور" على نهر الفرات والتى تسمى الان الناصرية وهى القرية التى ولد فيها سيدنا ابراهيم الخليل أبو الانبياء، علاوة على ان مدينة بغداد بها لا تزال مدرسة تسمى المستنصرية ولا أدرى هل هى نفس  المدرسة التى كان يعمل فيها حجة الاسلام الامام ابو حامد الغزالى، والتى نال فيها شهرة واسعة كأستاذ نابه وقد كان ذلك قبل ان يبدأ اعتزاله الناس والمجتمع فى رحلة صوفية لم يكن له فيها شيخ غير انه كان يذكر الله تعالى باسمه المفرد.
 
علاوة على ذلك فاننا نزور بغداد بعد اكثر من شهر من ذكرى كربلاء ولذلك فان صور الامام الحسين تملأ شوارع بغداد، غير ان السؤال الذى تبادر الى ذهنى وانا اتأمل المظاهر الكثيفة للمذهب الشيعى، سؤال عن كيف تم التحول الكبير فى العراق الى المذهب الشيعى، وهى أى بغداد كانت هى عاصمة الدولة العباسية السنية والتى   سطر فيها الامام الغزالى كتابه "فضائح الباطنية"، بطلب من الخليفة العباسى والذى بين فيه مسالب المذهب الشيعى الباطنى، وحشد فيها حججه فى مناهضة المذهب الباطنى. ولى طرفة بهذه المناسبة انه وعندما كنت أقرأ الكتاب المذكور بين يدى اعداد ورقة حول الفلسفة السياسية لدى الغزالى، رأى أحد أبنائى الكتاب فى المنزل وهو يعرف انى أدرس العلوم السياسية، فعندما نظر الى عنوان الكتاب "فضائح الباطنية" بادرنى بالسؤال " يا أبى هل تحولت لتدريس الطب ".
وهناك مقارنة عنت لى وانا اسطر هذه الملاحظات وهى ان الذى حدث فى العراق مختلف تماما عما حدث فى مصر مع المذهب الشيعى، ذلك ان مصر قد حكمها الفاطميون لثلاثة قرون وانشأوا فيها الجامع الازهر وعليه كان المتوقع ان يكون اثرهم فيها ممتدا وعميقا، غير ان شيئا من ذلك لم يحدث اذ بمجرد خروج الفاطميين من مصر كأنما خرج معهم المذهب الشيعى الذى لم يبق منه اثر ولا حتى فى الجامع الازهر الذى اسسوه. واذا قارنا ذلك بما حدث فى العراق التى كانت معقل الدولة العباسية المناهضة للمذهب الشيعى، فان الامور فيها سارت ربما سيرا مختلفا، فقد اصبحت الان بعد زوال نظام صدام الحسين من أهم معاقل الشيعة بعد ايران فيما بعد الشاه. فهذه المقارنة اتوقع ان اجد فى تعليقات المعلقين ما نتعلم منه شيئا نستفيد منه فى قراءة هذا المشهد.