الأحد، 8 مارس 2015

بداية العام الجديد 2015

بداية العام الجديد 2015

بدأ العام 2015 وبسرعة شديدة هذا شهر مارس وانا اتحدث عن بداية العام الجديد. اطل هذا العام علينا فى مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحرى نكتسب كل يوم شركاء جدد اوربيين وامريكان وافارقة وكذلك سودانيين فى شتى مجالات النشاط العام التنويرى والتوعوى والبحثى والتدريبى، وتظل قدرتنا على جذب الطلاب متأثرة بمستوى اللغة الانجليزية فى البلاد. ويطل علينا العام 15 وهيئة الدعوة الاسلامية تتوفر على برامج كثيفة وفق الخطة السنوية للعام، تتطلب مزيد من القوة البشرية سائلين الله تعالى ان يوفق باحد العمرين: د.محمد الامين آدم او الاخ الاستاذ عبد الله الجعلى. كما ويطل علينا العام 15 ولا تزال قصة  اعتماد كرسى اليونسكو للسلام بجامعة  بحرى (خلفا لكرسى جامعة جوبا) تراوح مكانها فى المخاطبات الممتدة خلال الثلاث اعوام الماضية لدى ادارة الكراسى بباريس التى تمنعت علينا زيارتها حتى فى مؤتمر الجمعية العامة لليونسكو لدورتين سبقتا.
لعل من اهم الاحداث التى حدثت مطلع هذا العام ندوة مهمة حول سد النهضة الاثيوبى الموضوع الاكثر اثارة لجدل بين النخب فى السودان ومصر والسودان هذه الندوة اقيمت فى فبراير بمشاركة من متحدث اثيوبى واثنين من العلماء السودانيين حملا وجهتى نظر مختلفة حول الموضوع احدهما مناصر من وزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية أما المعارض فهو مدير كرسى اليونسكو للمياه بالسودان.
ترأست الندوة وهى الثانية حول نفس الموضوع، كانت الندوة الاولى فى العام 2013. رأيت ان ارفق كلمتى فى الجلسة الافتتاحية للندوة :

كلمة مدير المركز فى ندوة سد النهضة الاثيوبى بقاعة الشارقة

الاربعاء 4 فبراير 2015


بسم الله الرحمن الرحيم

السيد سفير جمهورية اثيوبيا الفدرالية

السيد مدير الجامعة

الاخ الامين العام للجنة الوطنية للونسكو

الخبراء القادمين من اثيوبيا المهندس قدوين اسفاو الدكتور الياس إيلوى

السادة عمداء كليات جامعة بحرى

السادة الضيوف الكرام جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبعد

مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحرى وكرسى اليونسكو للسلام يرحبان بكم جميعا الى هذه الفعالية التى تم تنظيمها بشراكة وتعاون مع السفارة الاثيوبية بالخرطوم، حول هذا الموضوع الذى يهم الرأى العام السودانى وكذلك الرأى العام الاثيوبى بل بين دول وشعوب حوض النيل جميعا.

 يصدر المركز فى هذا الاهتمام عن تخصصه فى قضايا السلم والامن فى القارة الافريقية  وكذلك اهتمامه بالتعايش الامن بين شعوب القرن الافريقى والشمال الافريقى. وقديما قال المؤرخ الاغريقى هيرودوت ان "مصر هبة النيل"، ولو تيسر لهذا المؤرخ معرفة نسبة مساهمة هذا النهر فى ايرادات النيل لأضاف الى مقولته ما يجعلها تقرأ " ان مصر هى هبة النيل الازرق".

هذه هى الندوة الثانية التى ينظمها المركز حول موضوع سد النهضة حيث كانت الندوة الاولى فى العام 2013، فى وقت كانت فيه وجهات النظر تتباين حول جدوى السد على نهر النيل الازرق، وقد كانت الخرطوم تستضيف اجتماعات اللجنة الثلاثية بين السودان واثيوبيا ومصر. وقد أم تلك الندوة عدد كبير من الخبراء والمهتمين من المثقفين السودانيين، ولقد رأت ادارة المركز من واقع كثافة الحضور وحيوية المشاركة فى المناقشات انه لم يكن كافيا عقد ندوة واحدة حول هذا الموضوع. لاسيما وان وقت الندوة لم يتح لعدد كبير ومهم من الراغبين فى المداخلات من المشاركة والادلاء بارائهم . وعليه انعقد العزم على مواصلة هذا الموضوع، بل راودت المركز فكرة تأسيس منتدى للتداول حول استراتيجيات ادارة الموارد المائية فى السودان، وهى فكرة لا تزال فى طور التكوين.

 ولعل الحكمة تقتضى ان تتقاسم هذه الشعوب المنافع من وراء الموارد الطبيعية العابرة للحدود لاسيما الموارد المائية. تنعقد هذه الندوة بعد ان تم ولاول مرة اجازة اتفاقية اممية للمجارى المائية الدولية تعتبر اطار تطور تدريجى لقواعد القانون الدولى المتعلقة باالمجارى المائية الدولية وتدوينها، وهى مهمة انجزتها لجنة القانون الدولى فى الجمعية العامة للامم المتحدة. التى استغرقت ثلاثة وعشرين عاما قدمت فيها خمسة عشر تقريرا من قبل خمسة مقررين متعاقبين. كانت الكلمة المفتاحية فيها "التعاون" والتعاون هو الوسيلة الوحيدة للاستفادة من المورد المائى المشترك وادارته وحمايته.

هذه الندوة التى يعمرها الخبراء السودانيين والاثيوبيين هى مساهمة علمية من جامعة بحرى فى اثارة القضايا الحيوية والاستراتيجية لشعوب المنطقة وهى تعيش فى حقبة تاريخية تتميز بانخفاض وتيرة النزاعات بين الدول (inter-state conflict) فى اعقاب نهاية الحرب الباردة والانفتاح على حقبة تتميز بعولمة اقتصادية وسياسية تتسم بتبادل المنافع وتكامل المصالح (interdependence).

ان كرسى اليونسكو للسلام الذى تستضيفه جامعة بحرى يعمل على الدراسة والبحث والتداول على المستوى الاقليمى عن اسس للتعاضد الاقليمى المستند على التكامل، المستنير بتطلعات المجتمعات والشعوب المتجاورة نحو التقدم والرفاه، والخروج من دائرة الفقر والعوز المفضية الى الجهل الذى يولد التنافس غير الحميد والتنازع حول الموارد.