|
عشيرة "دوا" من بطون قبيلة
الزغاوة – شمال دارفور
|
|
مارس
2014
|
عشيرة دوا من " بطون الزغاوة"
د.فائز عمر محمد جامع بخت
الخلفية والاهداف
سألنى
بعض الابناء الاقارب والاهل ان ارسل اليهم شجرة نسب الاسرة الكبيرة والممتدة، وقد
يصعب على ان استجيب الى كل طلب على حده، ولذلك آثرت ان اسطر ماوفقنى الله اليه فى
هذا الفضاء المفتوح ليستفيد منه السائلون وغيرهم، فى هذا الجيل او الذى يليه. ولكن
المعروف ان شجرة الانساب هى مدونات تاريخية تحتاج الى تحديث مستمر لانها تتعامل مع
اجيال متعاقبة وهذا التعاقب مستمر، وعليه ألفت النظر الى
هذه الحقيقة الجوهرية فى
التعامل مع مثل هذه المدونات.
الهجرة
الاولى
ان اسرة
بخت هذه تنتمى الى قبيلة الزغاوة فرع الدوا، وهى مجموعة رعوية هاجرت من منطقة (Fayalargo)
والمناطق التى حولها فى دولة تشاد الحالية والتى كانت تسمى من قبل بمملكة وداى،
ويذكر ان الجد الاعلى لهذه العشيرة يدعى (درع) وهو قرعانى الاصل، وكانت هجرته مع
بعض افراد من اسرته بسبب خلافات لا ندرى كنهها، ويقال انه استقر بالمنطقة التى
عرفت لاحقا باسم (دوابى) والتى كانت
تسكنها مجموعات اخرى اضطرت لمغادرتها بسبب توافد مجموعات اخرى من دوا من تشاد، وقد
انتشر عشيرة دوا فى المنطقة واسسوا قرى كبيرة مثل "قيدابرو، حاتقرا،
وحانا"، علاوة على دوابى وهى بلدة صغيرة تقع فى الطريق بين منطقتى امبرو
وفوراوية . وتوالت الهجرات من بعد ذلك فى مجموعات مجموعات كبيرة من تشاد الى السودان فى قرون ربما
نتعرض لها لاحقا، غير ان الهجرة الاولى هذه تمت ربما قبل ان تكون هناك دولتى تشاد
والسودان بمسمياتهما الحالية. وانما تهاجر هذه المجموعات وفق مطلوبات نظم المعاش
او فضا لبعض النزاعات الاسرية التى عادة ما تنشأ بين أبناء العمومة فى البوادى
لاسباب متفرقة. استقرت هذه العشيرة فى "دارتوير" ثم تحولت تبعيتهم الى
"دارقلا".
الاجداد
الاوائل "دوا"
الجد
الاكبر المعروف هو سوكوانى الذى نشأ وترعرع بالضرورة فى تشاد وهو من القرعان ويذكر
انه عاش فى حوالى 1220 ميلادية. وقد انجب سوكوانى عدد من الابناء المعروف منهم
"درا" او "درع" الذى ولد بوادى دومى شمال تشاد وانتقل مع
اسرته الى السودان إثر نزاع بينه وبين ابناء عمومته القرعان. وانجب درع ابنه
"بيرسرا" فى الاراضى السودانية الذى بدوره انجب طفلين هما صابر وكوارقير
كما فى الشكل التالى:
ويبدو ان
هذه الاسرة تتكاثر وتتزاوج كثيرا ومن ثم يزداد عدد الاسر وكذلك الثروة الحيوانية
التى يسعون، ولذلك اضطر الاخوان الى ان يؤسس كل منهما قرية خاصة به وباسرته
المباشرة وعلى ذلك فقد اسس صابر قرية
لوحده هى "قيدابرو"، واما اخوه كوارقير فهو الاخر قد اسس قرية منفصلة
هى قرية "فتا".
قرية قيدابرو
هى
القرية التى اسسها صابر بيرسرا وقد انجب فيها اربع من الابناء هم على التوالى:
مورقنى :
يمكن ان تقرأ Morguni
مورقنا: يمكن
ان تقرأMurguna
بوتى : يمكن ات
تقرأ Booti
نمير: ويمكن
ان تقرأ Nimair
كما هو
ظاهر فى الشكل الايضاحى
الابن
الرابع نمير انجب الشيخ المشهور أسحق المعروف بتدينه وتقواه دون سائر اقرانه فى
قريتهم. أنجب اسحق ثلاثة ابناء هم:
- آدم
- هورقى
- بخت
هؤلاء الاخوة
الثلاثة هم اسلاف معظم الاسر الدواوية التى هاجر أكثرهم الى الجزيرة ابا فى مطلع
القرن العشرين، غير ان اصول هذه الاسر لا تزال متوزعة فى مدن وحواضر دارفور الكبرى،
كما هو الحال فى قبيلة الزغاوة التى اضطرت للهجرة جنوبا من ديارهم نتيجة للظروف
المناخية القاسية والتصحر الذى عانت منه الثروة الحيوانية التى عليها يعيشون.
اسرة
اسحق
نستعرض
ابناء اسحق الثلاثة (آدم، هورقى، بخت) الذين يشكلون اصول الاسر المهاجرة الى
الجزيرة ابا. ونبدأ بآدم:
اسرة
النور حفيد آدم عاش طوال حياته بمنطقى ابى حجار فى النيل الازرق وابناءه هم المرحوم صالح النور/عائشة النور/شامة
النور/عبد الرحمن النور/الهادى النور/حواء النور. الدكتور عبد الرحمن النور يعيش
الان ببريطانيا، وبقية الاسرة ما زال الاحفاد والابناء فى تلك المنطقة. اما اخوان
النور صالح وعيسى لم اتعرف على تفاصيل حياتهم او ابناءهم بعد.
ثم
نستعرض اسرة هورقى ثانى ابناء اسحق:
الابن
الاول "بنات" له ابنان:
- جالى وله ابن هو زكريا
- وعبد الله وله ابن هو ابكروابكر متزوج من الحاجة زهرة عبد الله جامع وله من الابناء عبد الرحمن وام سلمة وعزيزة وكمال واحمد.
الابن
الثانى "ياسر" وله من الذرية:
مستورة /
عوض الله / نور
الابن
الثالث "جاسم" وله ابن هو "عثمان"
عثمان له
ابن هو سالم والد المرحوم العمدة آدم سالم المتوفى بادرمان. له وابنة هى "
المرحومة حسنية بت عتمان" قد عاشت الحاجة حسنية بحى أرض الشفاء بالجزيرة ابا.
وابنها هو المرحوم بابكر بشر والد محمد بابكر واخلاص بابكر زوجة احمد ابراهيم
سليمان المعروف ب أحمد سبيل. وعدد من الابناء والبنات يعيشون الان بامدرمان.
هذه هى
اسر اثنين من ابناء اسحق أما الابن الثالث بخت وله خمس كما فى الشكل الاتى:
:
قرية فتا
وهى
القرية التى اسسها "كواقير" ابن بيرسرا وقد انجب فيها ثلاث ابناء هم:
دقيس
داير
قاسى
اسرة اسحق بن نمير
الهجرة
الثانية
هاجرت
مجموعات متعاقبة وعلى فترات من هذه العشيرة من ديارهم ولاسباب متنوعة اهمها الجفاف
والقحط الذى ضرب ديارهم، ولهذا السبب هاجرت مجموعة الى جنوب دارفور منطقة
"كتيلا"، ثم هجرة مجموعة اخرى الى "دارقلا" وكذلك هاجرت مجموعات لاسباب دينية متعلقة بدعوة عبد
الرحمن المهدى بن المهدى الكبير الى الجزيرة ابا وستأتى لها لاحقا. وهكذا تفرقت
عشيرة دوا من ديارهم الاصلية وتفرقوا فى البلاد ولم يبق منهم سوى نفر قليل اضطروا
ايضا الى الهجرة الى منطقة "عقبا" فى منطقة امبرو.
يذكر ان
من اشهر شيوخ الدعوة الاسلامية فى عشيرة دوا هو الشيخ "سبيل شيخ بن
بخت"، وهو سليل اسرة متدينة، فجده اسحق كان هو ايضا معروف بتقواه بل دعوته
الاخرين لمكارم الاخلاق، والتخلى عن العادات السلوكيات الغير منضبطة، فى وقت فيه
التدين محصور فى اشخاص محددين هم "الفقرا" وهولاء فى الغالب محترفون لمهنة
"الفقرا" التى تعمل فى مجال التداوى بالقران وكتابة المحاية والرقية وما
الى ذلك، ولكنهم غير معنيين كثيرا بالدعوة والاخلاق والسلوك
.
اما الشيخ سبيل فيذكر ان والده كان من اوائل الذين بدأوا الدعوة داخل اسرهم ثم خرج
بها من بعد ذلك الى الملوك الشراتى والسلاطين، وعندما توفى والده حمل هو هذا
اللواء ودعا الى المبادئ التى دعت لها المهدية. وتحمس الى تهجير اسرته الى الجزيرة
ابا للحاق بابن المهدى، وبدأ فى تحريض الناس بالهجرة الى حيث بن المهدى، غير ان
السلطات الاستعمارية لم تكن راضية عن هذا المسلك، فسرعان ما قبض عليه وحكم عليه بالسجن فى الفاشر هو والفكى النور
جاسر، والفكى هراى ، وآدم جامع، وعندما خرج من السجن لم يلبث طويلا حتى توفى، بعد
ان نجح فى ارسال عدد مقدر من اسر اقربائه الى الجزير