اثناء وجودى فى كوستى قضيت اغسطس تقريبا بدون عمل تقريبا قد كنت اتجول باحثا عن منظمة عالم واحد التى كنت اعمل فيها ولم اجد لها اثر ، واتصلت بجامعة النيل الابيض الخاصة وصممت لهم تصوورا لانشاء مركز للسلام فى الجامعة. وقد كنت فى بحث مستمر . لكن تصلت بى منظمة بلان سودان ونفذت لها دورة تدريبية فى بناء السلام للشباب على دورتين عملت ترمجة للدليل الذى صممته المفووضية السامية لللاجئين.وبعد ذلك بدأت جملة من المناشط والابحاث وأهمها كان مشروع تحليل النزاع فى السودان والذى لرسله لى مركز هورن فى كينيا، وبعدها تقدمت الى عدد من الوظائف المعلنة فى النت وبصفة يومية. وكنت استعين بمكتبة المسجد الكبير الى ان قيض الله لى الاخوة من بنك التضامن الذين منحونى مكتبا صغير ظللت اتردد عليه بصفة يومية لانجاز اعمالى.
أما الرحلة المهمة موضوع البوست فهى الدعوة التى قدمها لى مركز التميز فى جيبوتى لحضور المؤتمر الرابع بناء على مشاركتنا مع مركز هرون فى البحث حول التطرف العنيف.كانت الدعوة بعد ان اجتاح الدعم السريع مدنى ووكنت لا ارغب فى تلبية الدعوة لكن الاسرة شجعتنى على ذلك لانى كنت ارى الظرف غير مناسب لذلك. ولكن استجبت للدعوة بعد المناقشة مع الاسرة.
سألتنى الجهة المنظمة عن المطار الذى سأغادر منه فكان جبا لانها اقرب من بورتسودان ثانييا الطرق الى بورتسودان صار صعبا بعد سقوط مدنى. بدأت التفكير فى السفر تحركت من ربك 21 يناير وصلت مدينة الرنك فى نفس اليوم. لاستخراج تأشيرة الدخول الى جنوب السودان. زرت خلالها منظمة الدعوة الاسلامية والمدينة التى كنت ازورها منذ سنوات. وقد تمددت وصارت ممتدة شرقا والفندق الذى نزلنا فيه فى فندق جديد من اثيويين . والطريف انه لا أحد مستعد لان يصدر فاتورة مقابل المبالغ التى تدفع لا الحكومة ولا الفندق الذى صمم فاتورة بالكمبيوتر.وانتظرت ثلاث ايام اخرى لانتظار طائرة شركة كوش الشركة التى وافقت على استصدار تذكرة للعودة ودفعت لهم قيمة تذكرة العودة دون اصدارها .
غادرت الرنك الى جوبا يوم 25 يناير ونزلت فى فندق فى "اطلع بره" لاثيوبيين. وزرت الجامعة التى كانت زيارتى لها قبل 12 عاما ارسل لى مركز هورن استحقاق مالى على ان استلمه وارسله الى مصر والسعودية حيث برف عبده مختار والى د.عصمت ابراهيم مالك فى مصر والحمد لله ارسلت لهم استحقاقاتهم. ودعانا مركز السلام بالجامعة يوم الجمعة 26 يناير وقدمت محاضرة مهمة برفقة د.ضيو ماتوك انتهت الخامسة مساء . وفى نفس اليوم انتقلت من الفندق الى منزل الزملاء من ج بحرى .اما يوم السبت 27 يناير يوم الذى يليه كنت قد ذهبت الى الخطوط الاثيوبية لتأكيد السفرية ثم ذهبت الى سوق كنجو كنجو ايضا لعمل التحوويل الى ديدان فى الرنك دهب شيل كوكالة مزحومة اخبرتنى الموظفة انها لاتسلم فى الرنك عمله بالدولار وبعدها كنا فى منزل الوزير ضيو متوك على الغداء ثم رعت الى منزل الزملاء فى حى منقتين. وقد كان المنزل فندق 5 نجوم.
وفى صباح الاثنين وبعربة الوزير وصلت المطار السابعة صباحا وعبر اديس وصلنا جيبوتى الخامسة مساء . انا اكتب هذه المذكرات فى صباح 29 يناير من داخل الممؤتمر الرابع لنظم مكافحة التطرف العنيف.
عندما اشتعلت الحرب فى السودان فى 15 ابريل 2023 فى رمضان من ذلك العام كنت اسرتى
الصغيرة فى منزلنا فى اب سعد فى مدينة امدرمان عندما انتهى شهر رمضان مع بداية عيد
الفطر انتقلنا الى الثورة الحارة الخامسة فى شقة محمد موسى نمر ظلنا هناك نحو شهر
مايو ومبادرة اننتقلت اسرتى مع اسرة موسى نمر الى مدينة ربك بقيت لوحدى فى امدرمان
فى االخامسة مع ابراهيم موسى الهادى الطاهر وظللت الى ان قرب عيد الاضحى كنت من
لحظة الى اخرى اذهب متفقدا المنزلى فى ابى سعد. قررت ان اذهب لقضاء عطلة عيد الاضحى
فى ربك اعود مرة اخرى للمنزل كنت اظن ان الامر سيظل كما هو . قات الدعم السريع تجس
خلال الديار خاصة سوق 15. كنت اقضى ليالى فى الحى الذى اضحى مكانا كالاشباح كانت
صلاة العشاء هى اخر نشاط نقم به فى العلن فى الحى ثم نخلد الى النوم فى مدينة
الاشباح بكهرباء او بدون كهرباء.
سافرت الى ربك للتكامل مع الاسرة ثم قضاء عيد الاضحى ولكن الظروف الامنية ساءت ما جعلنى اعدل عن الرجوع الى امدرمان واندمجنا فى
برامج ربك والبحث عن منزل للايجار لان المنازل التى استضافتنا تحملت الكثير الحمد
لله بمساعدة الاخ شريف جامع وجدنا منزل فى مربع 8 فى حى النصر وانتقلنا اليه عدد من
الاسر كان ذلك فى يوليو 2023. وقد كان الايجار غالى جدا بمساعدة من الاخ مصطفى موسى
دفع مقدم 3 لشهر للايجار . ظللنا هنا الى اكتوبر حيث انتهت لبفترة الاولى للايجار
تم تخفيض الايجار بنسبة النصف. قد ظللنا فى هذا المنزل الى الان فى يناير 2024.
ثم غادرت الاسرة كوستى الى بوتسودان فى شهر يونيو 2024 فى طريقهم الى سلطنة عمان.
وبقيت وحدى فى كوستى على وعد من منظمة بلان سودان على عمل ولكنه تأخر الى ان قفل
الشارع الى بورتسودان بعد هجوم الدعم السريع على مدينة سنجة.انتظرت بلان سودان الى
بداية يوليو حيث بدأنا العمل فى معسكر الكشافة لمدة اسبوع واحد فى منتصف اخريف. بعد
ان فرعت من العمل توجهت الى جوبا فى جنوب السودان عن طريق الرنك حيث المطار الدولى،
وفعلا وصلت جوبا ومنها ارسل لى محمد فائز التذكرة الى عمان، حيث وصلتها منتصف
يوليو، ولكنى وصلت متأخرا على عمل الالحاق العائلى لماجدة التى فضلت هى وهبة لوحدهم
فى بورتسودان. واضطررنا الى استدعاء هبة الى عمان وتركت والدتها لوحدها مع منار
لفترة 10 شهور متصلة عانت فيها ماجدة اشد المعاناة وهى لوحدها فى مدينة مليئة
بالنازحين. ولكنى زرتها فى بوتسودان فى شهر الكتوبر حيث اتممنا عقد هبة فائز ولكنى
غادرت سريعا الى الدوحة ثم الى عمان
هذا العام الذى انصرم هو عامى الاخير فى خدمتى كاستاذ فى جامعة بحرى ومن قبلها
جوبا. وقد التحقت بجامعة جوبا كاستاذ مساعد فى العام 2005 بعد ان أنجزت درجة
الدكتوراة فى العام 2003 فى نفس الجامعة. كان عمرى عندئذ فى الاربعينات وقد سألنى
البروف حسن مكى ماذا تريد ان تفعل بهذه الدرجة وكنت لحظتها اعمل فى هيئة الدعوة
الاسلامية التى انتقلت اليها من الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة عقب المفاصلة
الشهيرة فى العام 1999 بين الاسلاميين. كان للاخوين الدكتور عبد القادر محمد الحسن
والاخ البروف ابراهيم محمد ادم الدور الاكبر فى تشجيعى الانضمام الى جامعة جوبا.
وقد نسبتنى الجامعة مباشرة الى مركز دراسات السلام والتنمية الذى كان يرأسة الزميل
ابندقو اكوك. والذى كان فى إجازة عندما تم تعيينى. وعندما التقانى سألنى ماذا تريد
ان تفعل فى هذا المركز وهو سؤال فى شكل رسالة ضمنية واضحة بعدم الترحيب، واردف ذلك
بسؤال آخر ما هى خبرتك فى التدريس الجامعى فقلت له ليس لدى خبرة فيه، فقال لى اذن
فسوف لن تدرس هنا. فمكثت زمنا طويلا بلا اعباء فى المركز، غير انى كنت مشغولا
بمناشط اخرى فى هيئة الدعوة الاسلامية ومركز التنوير المعرفى الذى قدمنى اليه ايضا
زميلنا الدكتور عبد القادر محمد الحسن. عدم وجود أعباء لدى فى الجامعة وفر لى زمنا
كافيا لمواصلة نشاطى فى هيئة الدعوة الاسلامية ومركز التنوير المعرفى، وقد تمكنت فى
هذه الاثناء نشر عدد من الاوراق العلمية الى ان صرت نائبا لمدير مركز السلام بغير
رغبته وبدأت مسيرتى التدريسية منذئذ.
هذه رحلة فيها من المتاعب ما هو غير مسبوق....جائتنى دعوة من الايقاد لمجموعة خبراء
الوساطة فى النزاعات العنيفة من 11 حتى 15 أبريل 2022. بعد ان تحصلت على فيزا
الدخول الى كينيا والحصول على شهادة التطعيم ضد الكرونا...سافرت مباشرة الى أديس
أبابا وفيها ترنزيت نحو من ثلاث ساعات. فى هذا الاثناء تعرفت من مرافقى فى الرحلة
ان المطلوب بالاضافة الى شهادة التطعيم ....ايضا الفحص للكرونا...اتصلت بمنظمى
الدعوة واخبرتهم انى احمل شهادة التطعيم وليس الفحص.رفض هولاء امكانية الفحص فى
ممبسا. ونصحونى باجراء الفحص فى مطار بولى فى أديس. الحصول على الفحص فى مطار أديس
يحتاج الى أكثر من 3 ساعات لا تمكننى من اجراء الفحص واللحاق بطائرتى، فما كان منى
الا ان غيرت الحجز الى اليوم الذى يليه، بغرامه دفعها عمر فايز لمكتب الخطوط
الاثيوبية فى الخرطوم. فكان على ان اقضى بقية اليوم فى المطار حتى موعد الحجز
الجديد يوم الثلاثاء 12 أبريل وهو موعد افتتاح الدورة حول قضايا ادراج المرأة فى
برامج الامن والسلم فى القارة. لم تنتهى متاعبى حين وصلت مطار ممبسا كان الاجراءات
الصحية متعسفة جدا، لابد من عمل كود فى التلفون الخاص بك، التمست التلفون اذا هو
بدون كهرباء فاستعنت ببعض الموظفين الشباب لشحن التلفون لمدة 10 دقائق لحظتها كان
معظم الركاب قد انصرف....فحصلت على الكود بعد ذلك بسهولة....ثم بدأت رحلة البحث عن
حقيبتى التى سبقتنى بيوم، فوجدتها بسهولة. الحمد لله وصلت مكان الفندق لكن موظفة
الفندق دققت فى الاسم فلم تجده، سألتنى من الذى أجرى لك الحجز....الى ان استوثقت من
ذلك، لان اسمى كان مكتوبا بطريقة مختلفة عما هو فى الجواز. ها نحن فى اليوم الثانى
والتقطت هذه الصور اليوم الاربعاء 13 أبريل فى الاسبوع الثانى من رمضان
وفى نهاية البرنامج طلبت من منظمى الفعالية وهم من UNDP توفيق اوضاعى مع الفندق
كونرحلة عودتى ستكون متأخرة يوما عما كان مبرمجا، ولكن لم تتمكن الفتاة الاثيوبية
المسئولة عن ذلك فعل شىء.فتوكلت على الله وغادرت الفندق بمساعدة الطبيبة التى أجرت
لنا فحص الكرونا للعودة استأجرت "استوديو" ليوم واحد فى المدينة حيث قضيت بقية
اليوم صائما وتناولت الافطار "جاباتى" على شاى لبن وبعض التمرات من التاجرالهندى
الذى اشتريت منه الماء. وفى هذه الشقة تمكنت من تكملة تلخيص مشروع د.مجذوب بحمد
الله وتوفيقه، فقد كنت وحيدا ليوم وليلة. وفى المساء أتت الطبيبة وزوجها لاخذى الى
المطار ولم يتركانى ادفع شيئا مقابل هذه الخدمة، وفى المطار قابلت الفتاة الاثيوبية
مسئولة UNDP ومعها أخريات، تناولنا الافطار فى الطائرة حيث أكرمتناا الخطوط
الاثيوبية بصندوق أفطار خاص للافطار احتفظت به لساعات الترانزيت فى مطار أديس، الذى
وصلناه فى حدود الثامنة مساء وموعد اقلاع طائرتنا الى الخرطوم الواحدة صباح الاحد،
والحمد لله وصلنا الخرطوم بعد الثانية صباحا فوجدت عمر فا ئز أمامى.