الأحد، 28 ديسمبر 2014

أدب الاستقالة


                                               أدب الاستقالة


خلال مسيرة عملى فى مؤسسات مختلفة تبلغ خمسة او ستة مؤسسات من بينها بنك التضامن الاسلامى والهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة وهيئة الدعوة الاسلامية وجامعة جوبا وأخيرا جامعة بحرى، انهيت خدماتى فى بعضها باستقالات ما زلت اذكرها جيدا، لانى كنت أهتم بتسطير كتاب الاستقالة بعناية واختار فيه الكلمات اختيارا.
فى حالة بنك التضامن الاسلامى تقدمت باستقالة بقصد الالتحاق بمؤسسة السلام والتنمية التى أنشات لتعمل فى مجالات التنمية الاقتصادية فى ولايات جنوب السودان وكان ذلك فى مطلع تسعينات القرن الماضى، تم قبول الاستقالة ولكنى لم التحق بالمؤسسة المعنية، اذ انتهى بى المطاف الى صندوق دعم الشريعة مع الاستاذ محمد حامد البلة. وبالطبع لم احتفظ بنص خطاب الاستقالة ولكنه مازالت اصداءه  تتردد فى أذنى.
أما الاستقالة الثانية فهى من هيئة الدعوة الاسلامية بعد ان عملت فيها لفترة عشرة سنوات تقريبا، تعددت اهتماماتى  تفرعت مشاغلى بين جامعة جوبا ومركز التنوير المعرفى ومشاغل اخرى متنوعة. حدث ان جاء أمين عام جديد بالهيئة من الطبيعى الا تسره هذه الاهتمامات والانشغالات الى جانب العمل الدعوى الذى يتطلب التفرغ. وقد كان من المنطقى ان يطلب منى أن اتفرغ للهيئة او ان اختار الاهتمامات الاخرى وفى هذه الحالة يتعين على أن اتقدم باستقالة. وفضلت ان اكتب أستقالة، وقد كان ذلك قبل عامين، انقل نصها لانها فى جهاز اللابتوب، لانى ظللت أنظر إليها من حين لآخر.
بالطبع لم اقطع علاقتى بالهيئة اذ ظللت احتفظ فيها بتكليف لامانة التخطيط والبحوث، وبعد فترة كلفت بالامانة التى كنت أشغلها والتى سكبت فيها عصارة تجربتى خلال عقد من الزمان، ولكنى انسخ نص الخطاب كما هو:
 


المحترم الامين العام لهيئة الدعوة الاسلامية                                21.ديسمير2012

السلام عليكم ورحمة الله

 

إستقالة طوعية

اسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد فى توليكم قيادة العمل الدعوى فى هذه المؤسسة، وقد كان لكم فيها- اى الدعوة-  سبق شهد لكم به الجميع.


عملت فى هذه المؤسسة زهاء عقد من الزمان او يزيد، اجتهدت فيه ورفقائى فى امانة الدعوة ان نقدم فيه ما وفقنا الله تعالى اليه من عمل ضمن كوكبة من الزملاء فى الهيئة تعلمنا منهم وتفاعلنا معهم لسنوات طوال فى رفقة حسنة وطيبة.


أما وقد بلغت برامج هيئة الدعوة هذا المبلغ من الاتساع والشمول، فانى اوافقكم الرأى انها فى حاجة الى من هو اكثر تفرغا منى لهذا العمل، بعد ان تنوعت اهتماماتى فى العمل   العام الثقافى والاكاديمى والاستشارى وما الى ذلك.


أرجو بهذا ان أترجل مطلع يناير القادم اختيارا من موقعى كأمين لامانة الدعوة على سبيل الاستقالة من الهيئة، مفسحا المجال لزميلى الاستاذ محمد العبيد الامام الذى رافقنى طوال هذه المسيرة، سندا وعونا امينا، وداعية خالصا مخلصا، لمواصلة المسير واتمام المهمة الى غاياتها المنشودة.

مبعث اطمئنانى ان خلفائى فى امانة الدعوة ، وبقية زملائى فى الهيئة يتمتعون بخبرة وافرة تمكنهم التكيف مع المستجدات المجتمعية لصياغة منهج يتوافق مع معدلات التغير فى مطلوبات الدعوة فى اوصال المجتمع السودانى.

أتطلع الى موقف اتمكن فيه من العمل متطوعا فى هذه المؤسسة مستشارا لامين الدعوة ان راى هو ان ذلك مناسبا، او عنصرا مساندا لمن يتولى امانة التخطيط والبحوث التى هى الاخرى فى حاجة الى من يتمتع بالخبرة علاوة على التفرغ .والله تعالى من وراء القصد وهو يهدى السبيل

 

فائز عمر محمد جامع"
 
 
إنتهى نص الخطاب وأحفظه هنا للذكرى وإلا فانه ربما يسبب بعض الحزن لزملائى بالهيئة، لانى الان أواصل نشاطى بالهيئة بل انى اسطر هذه المشاركة فى المدونة من مدينة نيالا التى اتيتها ضمن وفد لحضور الاحتفال بتخريج دورة دعوية من تنفيذ هيئة الدعوة التى أتشرف بامانة الدعوة فيها.                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق